العمرُ بحرٌ وكلّ الخلقِ سبّاحُ
والرّافدان له عذْبٌ وأملاحُ
أمواجُه في عُتُوِّ النَّوِّ ماخرةٌ
فيها من العيش أفراحٌ وأتراحُ
منّا بشاطئه تأتي منيّتُه
طفلًا بريئًا قضى والأهلُ أنواحُ
منّا بلُجَّتِه في ميْعةٍ لمعتْ
أزهارُ زهوتِهِ والوجه وضّاحُ
تأتيه عاجلةً راشتْه أسهمُها
يُمسي وليس له بالعيش إصباحُ
منّا بأرذلِهِ تأتي على مُكُثٍ
من بعد سقْمٍ أليمٍ منه يرتاحُ
العمرُ يبدو محطّاتٍ موزّعةً
ففي الثلاثين سيفُ البأس جرّاحُ
والأربعون وقوفٌ فوق قِمّتهِ
قلبٌ كميٌّ ونور العقل مصباحُ
خمسون ستّون لا أعذار تنفعنا
من حيثُ نُسألُ هل فيهنّ إصلاحُ
فإنْ وصلت إلى السّبعين دون أسىً
أتممْتهُ ومزيد العمر أرباحُ
لِننْسَ هذا المدى فالعمرُ راهنُهُ
عِشْهُ كريمًا ففيهِ أنت سوّاحُ