-----------

العدد 2

العدد 2

المحتويات

بوصلة

خدمة العقل ...........  زينب عقيل

بقعة ضوء

رحلة البحث عن الدين ........... سامر توفيق عجمي 

ملف العدد

الدين والتحديات الفكرية عند الشباب ............ الشيخ حسين زين الدين 

الدين سعادة لا بؤس ............. د.فوزي العلوي 

الدين أمن لا خوف ............. كامل كمال 

الدين : الشباب هم قوة التغيير الاجتماعي ........ جهاد سعد 

قائد النفس البشرية .............. خاتم بن حسين 

ضيف وتجربة

مقابلة مع العلامة محمد حسين الصغير ............ محمد حميد 

تربية

الاختصاص الجامعي : إحتار ولا تختار ............ فرح الحاج دياب 

عندما يلعب الطفل على التناقضات بين الوالدين ............ محمد باقر كجك 

تنمية

كيف تصبح شخصية مبادرة في 7 خطوات ............ خضر فرحات 

عباس دياب : مطور برنامج المايكروسوفت .......... فاطمة سلمان 

أدب وفن

واستقّرت روحي .............. مريم ميرزاده 

مقالة نقدية لقصة زهرة البانسية ........... سلوى صعب 

فيلم بروموثيوس ........... حيدر الكعبي 

محطات العمر ............ فضل سرور

مصطلح و معنى 

دولة الرفاه ........... هادي قبيسي 

تكنولوجيا

تكنولوجيا الواقع المعزّز ........... علي زين 

انترنت 

السوق الرقمي ، سوق معمور ........... حسين عمار

قراءة في كتاب

وهم الإلحاد ........... محمد تهامي ذكير 

اسهامات حضارية 

مؤسس علم الكيمياء : جابر بن حيان ............ على هادي 

 

بوصلة

خدمة العقل

في هذا العصرِ الثقافي الجديد، لم تعد الكتابة شأنًا خاصًا بفئةٍ معينة من الكتّاب والمثقّفين. فبعد شيوع منصاتِ النشر المجانيّة، أضحى عدد الكتّاب بعدد صفحات فيسبوك وتويتروالمدوّنات وغيرها.

في المقابل، لا تنبِئ إحصاءاتُ معدّلاتِ القراءةِ في الوطن العربيّ عن كثافة قرّاءٍ بحجمِ كثافة الكُتّاب المُلاحَظة. فما الحال والكتّاب الجيّدون هم قرّاء نهمون، والقراءة هي بمثابة «الوقود لمحرك الكتابة»!

وكما لكلّ صنائعيٍّ عُدّة، فعُدّةُ الكاتب المطالعة. مضافًا إليها التفكيرُ المزمن، الموجّهُ بالخيالِ والوجدانِ والإرادة! والحقّ، أنّ المطالعة بشغفٍ حتى الولَه، ليست كما المطالعة بلا مبالاة. وبدون الجوعِ والعطشِ إلى المعرفة، لن يقبِل أحدُنا على مائدةِ المعارف والعلوم.

لكن، هل يكونُ عزوفُ الشباب عن المطالعةِ اليوم سببُه سهولةُ الحصول على المعلومة؟ إذ يكفي الشابّ أن يطبَع بِضع كلماتٍ مفتاحيّةٍ على غوغل، حتى يحضُر على مائدته آلافٌ من الوجبات المعلوماتيّة بل الملايين منها، تفيضُ عن قدرةِ حضورِها في ذهنه. 

إلى ذلك، إذا كانت الكتابة ضرباً من التفكير المزمن، فكيف سنعالجُ عمليّات التفكير، وأين ستختمرُ الأفكار لتتولد عنها أفكاراً أخرى، والمعلومة حاضرةٌ في خوارزميّات غوغل وليس في ذهن الكاتب؟

 هذه التأملاتُ وتلك الأسئلة، جالت في خاطري كلّما واجهنا صعوبةً في استكتابِ أقلامٍ شابّة، لمجلّتنا الشابّة. إذ كيف يمكن لعصرالمعلومات الذي نعيش فيه، والذي يُطلق عليه في الأوساط المتخصصة "مجتمع المعلومات" أن لا يكون منتجا لكتاب مبدعين كما لم تنتجه قبله مجتمعات العصور السابقة؟

هل قلتُ كتّابًا مبدعين؟! ما الذي يمكن أن يكون دافعًا للإبداع، بل ما حاجةُ الشباب إليه؟

الواقع أنّ تاريخَ الإبداعِ الإنسانيّ أهمُّ بكثير من تاريخِ الإنسان ذاتِه. فالإنسان قد يعيشُ حتى المئة في أحسن الأحوال، ثمّ يموت. بينما تعيشُ أعمالُه قرونًا.

في الكتابة، ثمّة من يكتب لتحسين الواقع، وثمّة من يكتب لكثرة انطباعاتِه، إذ لا يستطيع السكوت عما يراه ومما يعانيه. وثمّةَ من يُخرج لك الفلسفةَ من رحم الرفاهيّة. وثمَة من هو مدفوعٌ بجذبةٍ أسمى، وهي خدمة الإنسان! ، إذ يقال إن سعادة المرء في خدمة الناس، فما أسعدها من خدمةٍ خدمةُ العقل! 

((اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ )). واكتب رسالتَك من حبرِ نفسِك ومن حبرِ الناسِ حولَك. ولا يجُفَنَّ قلمُك قبلَ أن يترك فيك وفي القارئ نشوةً وعِبرة.

سكرتير التحرير

زينب عقيل