-----------

العدد 4

العدد 4

المحتويات

بوصلة

القيم والتحديات المعاصرة ...........  حسن أحمد الهادي

ملف العدد

القيم وتحديات العولمة ............. لبنى بو شوارب

الشبكات الاجتماعية والقيم، أيهما يؤثر في الآخر؟ ............. زهراء جعفر

تصنيف القيم بين الإسلام والغرب .............. إدارة التحرير

قيمتا الفكر والاعتدال عند شارل فاجنر .............. خالد العبادي

دور القيم في بناء مجتمع شبابي حضاري .............. حسين طالب

القيم وجدلية الأصل والوافد .............. د. نور الدين أبو لحية

قضية ورأي: كيف تتغير القيم في المجتمعات .............. د. أحمد الشامي

ضيف وتجربة

أ.د. عبد المجيد زراقط .............. فاطمة سلمان

تربية

الإرشاد النفسي حاجة إنسانية ............. سارة مصطفى صفا

تنمية

الإسلام مسرح الفن والإبداع .............. فرح الحاج دياب

أدب وفن

بالأبيض .............. مريم ميرزاده

حب المال ............... عباس رشيد

فعلاً الاسلام يمنعنا من التحضر؟! ............... فرح الحاج دياب

الحياة الطيبة

العمل وحسن التدبير، قوام الحياة الرغيدة ................. عمار محمد الحموي

تكنولوجيا

الإدمان الالكتروني أو العبودية الرقمية ................. د. سعيد عبيدي

انترنت 

بين «تخمتين».. المعرفة والتفاهة!! .................. جعفر حمزة

مصطلح ومعنى

الليبرالية Liberalism .................. الأستاذ عبد البر العلمي

قراءة في كتاب

منظومة القيم التوحيدية ................. الشيخ الأسعد بن علي قيدارة

اسهامات حضارية 

ابن الهيثم مؤسس علم البصريات .................. مريانا إبراهيم

بوصلة

القيم والتحدّيات المعاصرة

القيم كلمة مشتقّة من القيمة، والتي تعني الغالي والثمين، وبغضّ النظر عن البعد النظري للمصطلح، فإنّ القيم باتت تعبِّر عن المبادئ والمعايير والأسس التي لا غنى عنها في تربية المجتمع؛ لناحية بناء أفكاره ومعتقداته أو تأصيلها، وتوجيهه والسيطرة على كلّ عناصر الأمان والاستقرار الاجتماعي فيه، والناتج عن سلوك الإنسان، وأسلوب تعامله مع محيطه من الإنسان وغيره من الخلق. وذلك لأنّ القيم حاجة إنسانيّة واجتماعيّة لا غنى عنها عند كلّ عقلاء البشريّة، وتتمظهر في أرض الواقع في التعاملات اليوميّة بين الناس، وتضمّ الأخلاق الحميدة؛ كالصدق، والأمانة، والشجاعة، والعدل، والحقّ...،. وإرساء المودّة والرحمة في أنفس الناس وسلوكهم، وتعزيز السلوك الاجتماعي الإيجابي في خدمة الناس ومساعدة المحتاجين، وتحصين عنصر القوّة والمِنعة في المجتمعات المتمثِّل بالشباب، وأجيال المستقبل من الفتية والفتيات.

ولهذا فإنّنا نجد كلّ المجتمعات والحضارات عبر التاريخ قد اهتّمت بقضيّة تنمية القيم الإنسانيّة الحميدة في المجتمعات، وفي كيفيّة غرسها في نفوس الفتية والشباب بهدف بناء جيل متماسك وقويّ ومحصّن من الشباب، قادرٍ على تخطّي المعوقات والتحديّات الكثيرة والمتنوِّعة في هذا العصر.

وممّا لا شكّ فيه إنّ أولى الأولويّات تكمن لدى الأجيال الجديدة في غرس بذور القيم الإيجابيّة لدى الأطفال؛ لنحصدها أجيالاً محصَّنة ومنيعة وعزيزة من الشباب الذي يمتّلون الشريحة الاجتماعيّة الأكثر حضوراً وتأثيراً وتغييراً في المجتمع، وهم الأكثر قدرة في مواجهة وتخطّي المخاطر العظيمة والهائلة التي تحيط بالإنسان أينما يمَّم وجهه على هذه الأرض، ابتداءً من الحروب والصراعات، والمشاكل الاقتصاديّة، والبيئيّة، وصولاً إلى كل ما يقدَّم للإنسان بشكل عام، وللشباب والشابات بشكل خاصّ؛ من قيم سلبيّة في لباس المدنيّة والحضارة تارة، ولباس الفن والفكاهة أخرى، وتحت عنوان تحصيل الحقوق المهدورة للشاب أو الفتاة ثالثة.

أيّها الأعزاء جميعاً... في كلمة أخيرة من القلب نلفت النظر إلى أمور هامة:

ـ تؤكّد الدراسات الاجتماعيّة أنّ النسبة الأكبر من القيم تتشكّل لدى الطفل في الأسرة والبيئة الغربية.

ـ يتمّ اكتساب القيم الشخصيّة عن طريق التنشئة الاجتماعيّة التي يشترك فيها الدين والأسرة.

ـ يشكِّل عنصر القدوة الحسنة أحد أهم الأساليب التربويّة في ترسيخ القيم في نفوس الفتية والشباب.

ـ إن نثر بذور القيم الإيجابيّة والأصيلة هو الضمان الوحيد للنهوض بأجيالنا الشابّة، وإنقاذ المجتمع بكل مكوِّناته من مخاطر لا تحمد عقباها لاحقاً.

ـ إنّ الشباب هم الشريحة الأكثر تأثيراً في البيئة التي يعيشون فيها، وهم الأكثر تأثّراً وتفاعلاً مما يجري في محيطهم.

حسن أحمد الهادي

 رئيس التحرير