-----------

العدد 1

العدد 1

المحتويات

بوصلة

واجب المبادرة ......................... زينب عقيل 

بقعة ضوء

تصميم ذكي لا صدفة عمياء ......................... سامر توفيق عجمي 

ملف العدد

الله موجود على ضوء منطق حساب الاحتمالات 

ستيفن هوكينغ : كلامي مجرد فرض لا يمكن اختباره .......................... د.عبد الله زيعور 

من خلق الله ؟ .......................... جعفر الحاج حسن 

النيوداروينية : علم ام إيديولوجيا ؟ ......................... فاطمة عبد الله 

ضيف وتجربة

البروفسور خليل أحمد خليل مترجم موسوعة (لالاند) ............................ ريحانة زعيتر 

تربية

لم أعد أستطيع العيش مع أهلي ........................... د. نبيل سرور 

المطالعة.. أزمة ورق أم أزمة مزاج؟ ............................... فرح الحاج دياب 

تنمية

6 افكار للترويج الذاتي ........................... محمد حسن 

المخترع العماني هلال بن سالم السيابي ............................. فاطمة سلمان 

أدب وفن

زهرة بانسيه ........................... مريم ميرزاده 

(نظام يقوم مقام الإله) فيلم geostorm للمخرج دين ديفلن ............................ زينب عقيل 

هامش للموت .............................. محمد مجدي 

بين الجهل والعلم .............................. اسيل سقلاوي 

إنترنت

البحث في الفضاء الرقمي لماذا ؟ كيف ؟ متى ؟ ......................... حسين عمار 

تكنولوجيا

البيوت الذكية .......................... علي زين 

مصطلح ومعنى

نوموفوبيا : اتجاه صاعد بين الشباب ............................... التحرير 

إسهامات حضارية

الخوارزميات ............................. خضر فرحات 

قراءة في كتاب

الثمن الباهظ للمادية ......................... طارق عسيلي 

بوصلة

واجب المبادرة

لقد وظّفَ بعض الفلاسفةِ والمفكرين هذا التطوّر العلميّ في تفعيلِ نزعةِ الإلحادِ والشكّ في كلّ ما هو إلهي وديني. فمقولةُ فرويد «إن الدين ما هو إلا عُصاب تشكو منه الإنسانية»، ولازمةُ ماركس الشهيرة «إنّ الدين أفيون الشعوب»... إلخ، تتردّد أصداؤها حتى في الفضاء العام العربيّ. لكأنّ من نطق بها قد أنقذ البشريةَ من مشاكلِها كافّة! ولكأنّه لا ثقافةَ لعربيٍّ إلا ما تثاقفَهُ من الغرب الماديّ.

الواقع أن الاستهلاك الثقافي هو أكثرُ تدميرًا للأجيال من الاستهلاك البضائعي. لقد اقتحمت هذه التصورات عن الله والكون والإنسان مناهج التربية والتعليم في مختلف المراحل الدراسية، والفروع والاختصاصات الجامعية. بحيث يتشكّلُ وعيُ شبابِنا اليوم على ضوء مضامينها. فينساقُ بعضُهم وراء هذه النزعةِ المثقلةِ بالإلحاد، اللاأدرية، اللادينية، العلمانية، التشكيك بالوحي والقرآن، وتشويه صورة النبي...

وحينَ يتمُّ تسويقُ الأفكارِ كسِلع، لا يبقى على الشعوبِ المستعمَرةِ -نفسيًا- إلا التهامَها. فما الحال والديكتاتوريّةُ والبطالةُ والأميّة، وتحديّات النظام العالميّ الجديد، ومؤخّرًا تحديّاتُ التكفير، قد وضَعَت شبابنا اليوم إما في صدارةِ مواجهتِها وإما في الانفعال السلبي بها، وأعادَت ثقافتَنا نحن العرب إلى الأدراج المقفلة! وما القولُ وسنّة الكون، أنّ النهضات والثورات، إنّما تنطلقُ من نفسِ ثقافةِ الأمة!

إلى ذلك، فإن ثورةً أخرى قد شرَعَت في إعادةِ تشكيل العلاقات الاجتماعيّة والثقافاتِ الساريةِ في المجتمعات. هي الثورةُ الرقميّة. التي وجد الشباب فيها فضاءً يعبّرون فيه عن آرائهم التي يتمّ تغييبها في الواقع العربيّ، وينشرون فيها أعمالَهم وإبداعاتِهم التي لا تلقى رعايةً ملموسة، كما يتفاعلون ويناقشون ويتحاورون في كافة الميادين الثقافية.

والواقع أنّ تصرف الأفراد في الفضاء الواقعي ليس هو الذي يُرى في الفضاء السيبيريّ تماماً. ذلك أن التصرف في الفضاء الأخير، يتحلّل فيه الفرد من قيودات الزمان والمكان، ومن مسؤوليّة وجوده، ومن أدواره الاجتماعيّة، ومن القيود السياسيّة والدينيّة والأخلاقيّة والقِيَميّة. ما يعطيه قدرًا كبيرًا من الحرية التي ربّما لا يتمتّعُ بها في واقع حياتِه الطبيعيّة. الأمرُ الذي يشيرُ إلى تحديات عدّة، منها ربما «ضعف العقل الجمعيّ في الفضاء الواقعيّ، في إفراز قواه والمحافظة عليها بمستوى عالٍ من الضبط والتحكم، أو التوجيه الاجتماعي العام للجماعات والأفراد».

أمام هذا المشهد، وكمساهمةٍ منّا واقعياً وسيبيريّاً في مواجهة التحديات الفكريّة والعَقَديّة وغيرِها. ولإعطاء مساحةٍ لنشرِ إبداعاتِ الشباب ومساهماتِهم الفكريّةِ والأدبيّةِ والفنيّة. ولتوفيرِ منبرٍ للتعبيرِ عن آرائهم ووجهاتِ نظرِهم، ولبناءِ موقعٍ للتحاورِ والنقاش وتبادل الخُبُرات... نطلِق مجلّة «مع الشباب»، مجلةً ورقية وإلكترونية. ورقيّة لكي تعيدَنا إلى زمن رومانسيّة الحبر ورائحةِ القرطاس اللَّذيْن  أقسم الله تعالى بهما في كتابه الحكيم (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ )، وإلكترونيّة لنواكبَ التفاعليّة الرقميّة ونكونَ فاعلين ومنتجين للثقافة من خلالها.

قد يقولُ قائل، إنّ في ذلك طموحًا رفيعًا، خاصّة في ظلّ الكسلِ الفكريّ الناتج عن الاستهلاك، والبرمجةُ الذهنيّةُ كما سَبَق، وكذلك التدرٌّج نحو انعدام الاجتهاد والحماس نحو التطوّع. وأيّ توقّعٍ أو استنتاجٍ لصعوبةِ الأمر سيكون منطِقيًا، إلا أنّ ذلك لا يُعفينا من واجب المبادرة. فكم من بلد تحررّ بفعل مبادراتٍ بَدَت في بداية الأمر ضربًا من المستحيل. وكم من مشاريع طموحة بات أصحابُها في همّ، ثم أصبحوا على مؤسساتٍ كبيرة.

سكرتير التحرير

زينب عقيل