-----------

  البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

مصطلح ومعنى : الكاريزما

الباحث :  حوراء هزيمة
اسم المجلة :  مع الشباب
العدد :  7
السنة :  السنة الثانية - خريف 2019م / 1441هـ
تاريخ إضافة البحث :  December / 15 / 2019
عدد زيارات البحث :  475
مصطلح شائعٌ بين الناس، كثيرًا ما يستخدم لوصف الشخصيّات التي تستطيع لفت النظر، والتأثير في الآخرين.

لكن ما هو التعريف الدقيق لهذا المصطلح؟ وما هي دلالاته؟
اختلفت معاني الكاريزما وتعدّدت بتعدّد المجتمعات واختلاف ثقافاتها، حتى عدّه بعض الباحثين مفهومًا غامضًا، ولا يمكن إيجاد معنىً واحدٍ للكلمة في اللّغات؛ لأنّها بطبيعتها من الكلمات الغامضة التي يعتبر غموضها سرّ سحرها، ولعلّ الرغبة في استعمالها تنشأ من المعنى الغامض الذي يجول في خاطر من يستعملها، فهي قد تعني سحر الشخصيّة أو الشخصيّة الملهِمة أو الشخصيّة الآسرة، أو الجاذبيّة والسحر في شخصيّة القائد، التي دفـــع الجماهير لتقديسه أو المهابة منه[1].

ونظـــراً لــهذا التنوّع،
لا بدّ من الرجوع إلى معنى الكلمة في اللغة، وكيفيّة تطوّرها.

نشأة المفهوم وتطوّره:
الكاريزما كلمة ذات أصل يونانيّ “ charisma "، وتعني "الهديّة"، وقد استُعملت بداية بمعى الموهبة الإلهيّة[2].
استخدمها المسيحيّون الأوائل للدلالة على المواهب التي يختصّ بها الله أفرادًا معيّنين، ثمّ انتقلت الكلمة إلى الفلاسفة اللاهوتيّين المسيحيّين. ويقال- أيضًا- إنّ مصطلحcharisma  عند الأغريق يشير إلى النعمة الإلهيّة أو إلى خاصّة خارقة تتميّز بها شخصيّة فرد معيّن تجعل صاحبها يمتلك قدراتٍ ومواهبَ، تفوق ما هو إنسانيّ وما هو طبيعيّ، ولهذا فإنّ المصطلح برأيهم يستخدم في نطاق الأدب للدلالة على الهبة الإلهيّة[3].
هذا وقد أعطى عالم الاجتماع “ماكس فيبر” مصطلح الكاريزما صبغة سياسيّة في كتابه “الاقتصاد والمجتمع”[4]. واعتبره نوعًا من أنواع السلطة، حيث صنّف السلطات إلى ثلاث[5]: السلطة التقليديّة، والسلطة العقلانيّة القانونيّة، والسلطة الكاريزميّة التي تستند شرعيّتها على الإخلاص لشخصيّة استثنائيّة مثاليّة.
وتنقسم السلطة الكاريزميّة إلى نوعين؛ فقد تكون لصيقةً بشخص القائد، فتكون الخاصّيّة الكاريزميّة راجعة إلى القيادة، وقد تكون لصيقةً بالسلطة، فتكون الخاصّيّة الكاريزميّة راجعةً إلى السلطة لا إلى الشخص[6].
وقد أخذ مصطلح الكاريزما بعدًا اجتماعيًّا؛ حيث يطلق في بعض الأحيان على الرياضيّين والفنّانين والكتّاب، وحتى على أيّ فردٍ له حضوره في المجمتع (مدير شركة، أو موظّف، أو مدرّس، أو حتّى تلميذ...).
يعرّف الدكتور في علم النفس “هاورد فريدمان” الكاريزما بأنّها “حضورٌ مميّزٌ ومثير”؛  كأن يدخل شخصٌ له حضوره المميّز إلى مكان ما، فيلفت انتباه الآخرين، بل تسيطر شخصيّته في ذلك المكان؛ فالطاقة الإيجابيّة التي يحملها تنعكس على الآخرين وتمنحهم الحياة والحيويّة والنشاط. وفي صميم وأعماق الكاريزما ثقة قويّة بالنفس وقدرة على إسقاطها على الآخرين[7]. 
خلاصة القول، إنّ الكاريزما مصطلح يعبّر عن خاصّيّة في السلوك الإنسانيّ، ويعني أساساً امتلاك صفات تؤهّل الشخص ليكون مؤثّرًا في الآخرين. يقول عالم النفس الاجتماعيّ رونالد رياجو: “ليست الكاريزما موهبة أو منحة من السماء، وليست صفة يمكن أن ترثها أو تولد معك، إنّما هي شيء تستطيع تنميته إذا توفرت لديك القدرة على تنمية هذه الصفة في شخصيّتك”.

وعليه لا بدّ أن نسعى لاكتساب الكاريزما؛ لنكون مؤثّرين في مَن هم حولنا، فننشر أفكارنا الحقّة، والتوجّهات الصحيحة في محيطنا الاجتماعيّ.

------------------------------------
[1] - يراجع: عبّاس، ثامر: تقديس الزعامة( دراسة في ظاهرة الكاريزما السياسيّة)، ط1، دار ومكتبة عدنان، بيروت، 2015م، ص487.
[2] -يراجع: مصطفى، نيفين عبد الخالق: قيادة الرسول وخلافته والأنماط المثاليّة للسلطة لماكس فيبر(دراسة مقارنة)، مجلة العلوم الاجتماعيّة، الكويت، شتاء 1986م، ص 147 .
[3]-  (م.ن)، ص43.
[4]-  يراجع: فيبر، ماكس: الاقتصاد والمجتمع، ترجمة محمد التركيّ، المنظّمة العربيّة للترجمة، ط1، بيروت،2015 م، ص 491.
[5]- يراجع: مصطفى، (م.س)، ص137- 138.
[6] - يراجع: مصطفى، (م.س)، ص 142.
[7]- يراجع: شحرور، ليلى: سحر لغة الجسد: الكاريزما القياديّة، ط1، الدار العربيّة للعلوم، بيروت، 2010م، ص 15- 16 .