أشعُرُ بالاغتِراب.. اغتِرابِ الرُّوح وغُربة الجَسَد.. تُذيبني الأمكنة في زوَايَاها الأربَع
وتَطحنُ أجزَاءَ عُمرِي في دوَّامةِ الزَّمَن، فكأنّ عُمُري هو دقائقُه وثوانِيه، والزّمن يَبتَلِعُها فِي أحدَاثِ أسطُورةٍ خيَاليَّة
لا يَفتَأ ينكَشفُ لِي السِّتارَ وراءَ السِّتار
وكأنّنِي عَلى سفرٍ. . سفرٍ أزليّ
وعلَى حضنِ أُرجوحةٍ أزليَّة. . تَتَأرجحُ بي ما بينَ الزَّمانِ واللَّا زمَان. . وتَقذِفني تارةً فِي نسيج الزَّمكان . . فتصغرُ منافِذُه وتَضيق
حتَّى يُوشِكُ على التمزُّق، فَيلفِظنِي لأقفزَ عاليًا . . في فضاءِ «الَّلا هَويَّة»
الحُزنُ بِرُوحِي يَتدَفَّق
إِنّي فِي أَموَاجِي أَغرَق
بِكَيَاني يَقطُنُ طِفلاَن
مِن غَرب الدُّنيَا والمَشرِق
كلٌّ بِثقَافتِهِ يَنجُو
وأنَا مِن أشتَاتِي أُشفِق
أيُّ البَرّينِ بِهِ أَرسُو؟
أَيُّ البَحرَينِ هُوَ الأَعمَق؟
أيُّ الأجسادِ بهَا دمِي؟
أيُّ الأوطَانِ هِي الأعرَق؟
أيُّ الطّفلَين بِهِ أَنمُو؟
أيُّ العُلُقاتِ تُرىَ أوثَق؟
وأنَا حينَ أُرجِّحُ كفًّا
هَل يَغدُرُ بِي أَو يَتمَلّق؟
سَأُصِيبُ وأَهفُو مرّاتٍ
مَن يعهدُ لِي ألَّا أُخفِق؟