-----------

  البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

تربية : لذوي الاحتياجات، تربية خاصة...

الباحث :  زينب حسن الهادي
اسم المجلة :  مع الشباب
العدد :  7
السنة :  السنة الثانية - خريف 2019م / 1441هـ
تاريخ إضافة البحث :  December / 15 / 2019
عدد زيارات البحث :  385
قد يخفى على كثير من الناس معنى “التربية المختصة”، وقد يجهل آخرون ارتباطه بشكلٍ أساس بذوي الاحتياجات الخاصّة، لكن ما يؤسف له أنّ بعض الأفراد والمؤسّسات لا تتقبّل هذه الحالات، ولا ترى نفسها معنيّة باستقبالهم ودعمهم.

فمَن هم “ذوو الاحتياجات الخاصّة”؟  وما هو واجب الأهل والمربّين تجاههم؟

وما المقصود بـ التربية المختصّة؟ وإلى ماذا تهدف؟

مَن هم “ذوو الاحتياجات الخاصّة”؟
ثمّة اتّفاق عامّ بين الأطباء والمربين ومقدّمي الخدمات المجتمعيّة على أنّ  مُصطَلح «ذوي الاحتياجات الخاصّة» استُخدم تسميةً لمجموعة من الأشخاص الذين لا يستطيعون مُمارسة حياتهم بشكل طبيعيّ دون تقديم رعايةٍ خاصّة؛ نتيجةَ وجود قصور فكريّ، أو عصبيّ، أو حسّيّ، أو مادّيّ، أو نتيجةَ مزيج من هذه الحالات كلّها بشكلٍ دائم. وهؤلاء الأفراد بحاجة إلى خدمات تفوق الخدمة المُقدّمة لأقرانهم في العمر نفسه.
وقد عَرَّفَت هيئة الأمم المُتّحدة ذوي الاحتياجات الخاصّة بأنّهم الأشخاص الذين يُعانون حالة دائمة من الاعتلال الفيزيائيّ أو العقليّ في التّعامل مع مُختلف المُعوّقات والحواجز والبيئات، ما يَمنعهم من المُشاركة الكاملة والفعّالة في المُجتمع بالشّكل الذي يضعهم على قَدَم المُساواة مع الآخرين.
أمّا مُنظّمة الصحّة العالميّة فأشارت إلى أنّ الإعاقة مُصطلح جامع يضمّ تحت مِظلّته الأشكال المُختلفة للاعتلالات أو الاختلالات العضويّة، ومَحدوديّة النّشاط، والقيود التي تَحدّ من المُشاركة الفاعلة[1].

فئات ذوي الاحتياجات الخاصّة:
يُقسم ذوو الاحتياجات الخاصّة إلى ثلاث عشرة فئة، هي:
1ـ الإعاقة العقليّة: ويصاحبها خلل واضح في السلوك التكيفيّ، ويظهر في مراحل العمر النمائيّة منذ الميلاد وحتى 18 سنة.
2ـ الإعاقة البصريّة: حالة يفقد فيها الشخص قدرته على استخدام حاسة البصر بكفاءة؛ ما يؤثّر على أدائه.
3ـ الإعاقة السمعيّة: وهي حالة مرَضيّة تحصل عندما يعجز الجهاز السمعيّ عند الفرد عن القيام بوظائفه.
4ـ الاضطرابات الانفعاليّة والسلوكيّة: تصف حالة مجموعة  من الأطفال الذين يُظهِرون مجموعة كبيرة من السلوكيّات غير السويّة، والتي يتعذّر تفسيرها بمتغيّرات معرفيّة أو حسيّة أو اجتماعيّة.
5ـ الإعاقة الحركيّة: الناتجة عن عيوب بدنيّة أو جسميّة، وهذه العيوب متعلّقة بالعظام والمفاصل والعضلات.
6ـ صعوبات التعلّم: حالة ينتج عنها تدنٍّ مستمر في التحصيل الأكاديميّ للتلميذ مقارنة مع زملائه في الصف الدراسيّ، يظهر التدنّي في مهارة أو أكثر من مهارات التعلّم المختلفة (القراءة، الكتابة، المهارات الحسابيّة،...).
7ـ اضطرابات التواصل:  وعي اضطرابات في التعبير أو اللفظ أو قواعد اللغة أو الصوت.
8ـ الموهبة والتفوّق: والفرق بينهما أنّ الشخص الموهوب يملك بعض القدرات الخاصّه بشكلٍ مميّز. أمّا المتفوّق عقليّاً، فهو الشخص الذي وصل في أدائه إلى مستوى أعلى من الأشخاص العاديّين في مجال من المجالات التي تعبّر عن المستوى العقليّ الوظيفيّ للفرد.
9ـ التوحّد: اضطراب تظهر أعراضه في الغالب عند الأطفال قبل سنّ الثالثة من العمر، ويؤثّر على نشأتهم وتطوّرهم، فيعانون من صعوبات في النطق، وفي  المهارات الاجتماعيّة.
10ـ الإعاقة الصحّيّة: تحدّ من قدرة الفرد على استخدام جسمه للقيام بالوظائف الحياتيّة اليوميّة بشكل مستقلّ وعاديّ. وتُصنّف الإعاقات الجسميّة والصحّيّة إلى ثلاث فئات رئيسة، هي:

أ. الاضطرابات العصبيّة.
ب. الاضطرابات العضليّة / العظميّة.
ج. الاضطرابات الصحّيّة المزمنة.
11ـ الإعاقة الحسّيّة المزدوجة: وهي إعاقة سمعيّة بصريّة.
12ـ الإعاقات المتعدّدة: مثل: الإعاقة الحسّيّة المصاحبة للإعاقة الحركيّة.
13ـ قصور الانتباه وفرط الحركة: وهي حالة مزمنة تصيب ملايين الأطفال، وتلازمهم حتى في مرحلة البلوغ.

 التربية المختصّة:
 يقصد بها تربية وتعليم الأفراد الذين لا يستطيعون الدراسة أو لا يتأقلمون في برامج التعليم العام (العاديّ) دون تعديلات في المنهج أو الوسائل أو طرق التعليم، أو دون مراعاة ظروفهم. ووظيفة التربية المختصّة تقديم مجموعة من البرامج والخطط والاستراتيجيّات المصمّمة خصيصاً لتلبية الاحتياجات الخاصّة بالأطفال غير العاديّين، وتعتمد هذه التربية على طرائق تدريس، وأدوات وتجهيزات ومعدّات خاصّة، بالإضافة إلى خدمات مساندة.

أهداف التربية المختصّة:
1ـ التعرّف إلى الأطفال غير العاديّين، وذلك من خلال أدوات القياس والتشخيص المناسبة لكلّ فئة.
2ـ إعداد البرامج التعليميّة لكلّ فئة من فئات التربية الخاصّة .
3ـ إعداد طرائق التدريس لكلّ فئة من فئات التربية الخاصّة، وذلك لتحقيق أهداف البرامج التربويّة ولتنفيذها على أساس الخطة التربويّة الفرديّة .
4ـ إعداد الوسائل التعليميّة والتكنولوجيّة الخاصّة بكلّ فئة من فئات التربية الخاصّة .
5ـ إعداد برامج الوقاية من الإعاقة  بشكل عامّ، والعمل على تقليل حدوث الإعاقة عن طريق البرامج الوقائيّة .
6ـ مراعاة الفروق الفرديّة بين الطلاب، وذلك بحسن توجيههم ومساعدتهم على النموّ وفق قدراتهم واستعداتهم وميولهم.
7ـ تهيئة وسائل البحث العلميّ للاستفادة من قدرات الموهوبين وتوجيهها وإتاحة الفرصة أمامهم في مجال نبوغهم .
8ـ تأكيد كرامة الفرد وتوفير الفرص المناسبة لتنمية قدراته حتى يستطيع المساهمة في نهضة الأمّة[2].

مبادئ التربية الخاصّة:
ـ  يعتمد تطبيق التربية الخاصّة في المؤسّسات التعليميّة المتخصّصة على العديد من المبادئ، منها:
ـ ربط الأطفال ذوي الحاجات الخاصّة مع البيئة المحيطة بهم.
ـ توفير مؤسّسات تعليميّة، وتربويّة قريبة من المؤسّسات العاديّة؛ لمساعدة الأطفال على التأقلم مع الأفراد المحيطين بهم.
ـ تحفيز دور الاختصاصيّ، أو معلّم التربية الخاصّ في توجيه سلوك الأطفال بطريقة صحيحة.
ـ الاهتمام بالأطفال في المراحل العمريّة المُبكرة، ما يساعدهم على اكتساب المهارات المناسبة بفترةٍ زمنيّة قصيرة.
 استراتيجيّات التربية الخاصّة:

1ـ الدمج الأكاديميّ:
الدمج الأكاديميّ هو عبارةٌ عن نوعٍ من أنواع الاستراتيجيّات التي تعتمد على تطبيق فكرة وجود أطفال يعانون من حاجات خاصّة مع أطفال عاديّين، وقياس مدى تفاعلهم معاً، ثم دراسة طبيعة أداء الأطفال ذوي الحاجات الخاصّة، وتحديد مدى فهمهم للمادّة الدراسيّة، لكن هذه الاستراتيجية تواجه – أحياناً- صعوبةً في التطبيق؛ بسبب عدم تقبّل الطلاب العاديّين للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصّة، وعدم تأهيل المعلّمين العاديّين بشكل جيّد للتعامل مع هذه الفئة تحديداً

2ـ  الدمج الاجتماعيّ:
استراتيجيةٌ تهدف إلى تفعيل دور الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصّة مع المجتمع المحيط بهم، خصوصاً بعد حصولهم على التعليم الكافي، أو بعد تخرّجهم من المرحلة الجامعيّة. يعتمد هذا الدمج على ضرورة  توفير وظائف ومهن تتناسب مع حالتهم الصحّيّة، والنفسيّة ما يسهم في جعلهم أفرادًا ناجحين في مجتمعهم.

توصيات لا بدّ منها...
انطلاقاً مما تقدّم، نشدّد على أهمّيّة دور المدرسة والأهل في التعامل مع هذه الحالات؛ فإنّ كان لديهم طفلٌ يعاني من التوحّد؛ فعليهم أن يعرفوا أنّه اضطراب وليس مرضًا لا يمكن الشفاء منه، وأنّهم يستطيعون تطوير قدراته، والأهمّ من ذلك أنّ على الأهل أن يدركوا أنّ ابنهم هو نعمة من الله كيفما خلق، وليس من الأمر المحرج البوح بأنّه من ذوي الاحتياجات الخاصّة.
 أمّا على صعيد المجتمع، فيجب إعطاء ذوي الاحتياجات الخاصّة حقوقاً تكفل لهم حياةً إنسانيّة كريمة تمكّنهم من الاندماج في المجتمع والاستفادة من إمكانتهم وقدراتهم مهما كانت، دون إشعارهم بالشفقة، لأنّها تترك أثراً سلبيًّا عليهم.
أخيراً، إنّ ذوي الاحتياجات الخاصّة، هم أشخاص يعانون من اعتلال فيزيائيّ أو عقليّ، يمنعهم من المشاركة الفعّالة والكاملة في المجتمع بالتساوي مع الآخرين. والتربية المختصّة، وظيفتها تقديم مجموعة من البرامج والخطط والاستراتيجيّات المصمّمة خصيصاً لتلبية الاحتياجات الخاصّة بالأطفال غير العاديّين، وتشتمل على طرائق تدريس وأدوات وتجهيزات ومعدّات خاصّة، بالإضافة إلى خدمات مساندة. وأهدافها هي تشخيص ذوي الاحتياجات الخاصّة ووضع برامج واستراتيجيّات للتعامل معهم، والاستفادة من قدراتهم في الحياة، ليحيوا حياة كريمة.

--------------------------------------
[1] https://mawdoo3.com
[2]- http://www.gulfkids.com/ar/index.php.