-----------

  البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

تنمية : 5 خطوات تجعلك صديقاً للبيئة

الباحث :  م. جهاد لطفي
اسم المجلة :  مع الشباب
العدد :  5
السنة :  السنة الثانية - ربيع 2019م / 1440هـ
تاريخ إضافة البحث :  June / 23 / 2019
عدد زيارات البحث :  342
في زمن كثرت فيه المشاكل البيئيّة، من تلوّث الهواء والمياه والتربة، وتدهور أحوال المساكن الطبيعيّة للحيوانات، وانتشار ظاهرة الانقراض الجماعيّ لها، التي وصفتها إحدى الدراسات[1] بالإبادة الجماعيّة، واعتبرت أنّ الانقراض الجماعيّ السادس الذي تشهده الأرض أكثر حدّة مما كان متصوّراً[2]؛ لذلك فإنّ البشرية تحتاج إلى معالجة هذه الأزمة على الفور، والعمل على الحدّ من الكوارث البيئيّة.
فما هي الخطوات التي يمكن أن يتّخذها الشباب للمحافظة على البيئة، والحدّ من تلوثها، وتعرّض الثروة الحيوانيّة والنباتية للانقراض؟

تجنّب استخدام المنتجات ذات الاستخدام الواحد قدر المستطاع:
يمكنك تخفيض إنتاجك للنفايات عن طريق خفض استهلاك المنتجات ذات الاستخدام الواحد، مثل: الأكياس البلاستيكيّة والورقيّة، القش البلاستيكيّ، أدوات المائدة البلاستيكيّة، والأكواب البلاستيكيّة والورقيّة، وحاويات الألومنيوم الرقيقة. وعلى الرغم من أنّ المنتجات ذات الاستخدام الفرديّ قد تبدو مريحة، لكن لا يوجد مهرب من العواقب البيئيّة طويلة المدى لدفن النفايات وحرقها، كما يجري في معظم البلاد العربيّة؛ حيث إنّ إعادة التدوير ليس أمراً شائعاً. وهذا يعني أنّ استخدام هذه المنتجات تعدّ بمثابة الاتجار بالصحة من أجل الراحة الفوريّة، قصيرة الأمد.
في إيطاليا على سبيل المثال، يتم تشجيع المتسوّقين على استخدام الأكياس البلاستيكيّة القابلة لإعادة الاستخدام عن طريق تحميل العملاء كلفة الأكياس ذات الاستخدام الواحد، أما في ولاية كوينزلاند في أستراليا، فإنّ الأكياس البلاستيكيّة خفيفة الوزن، التي يقلّ سمكها عن 35 ميكروناً، تمّ حظرها تمامًا. إنّ تقليل استخدام هذه المنتجات لا يحمي البيئة من نقل النفايات والتخلّص منها فقط، بل يقلّل من الطلب على إنتاج هذه المنتجات، ما يوفّر المواد الأوليّة والطاقة المستخدمة لإنتاجها وشحنها من المصدر إلى المصنع  فالمستهلك.

2. اضبط النظام الغذائيّ:
إنّ التقليل من تناول اللحوم الحمراء ومشتقات الحليب سيكون له تأثير إيجابيّ مضاد على تغيّر المناخ، وهدر المياه، والحدّ من ظاهرة التصحّر.
وقد أشير في دراسة تضمّنت أكثر من 38700 مزرعة و 1600 مصنع لإنتاج المأكولات[3]، إلى أنّ سلسلة الإمدادات الغذائيّة اليوم تخلق ما يعادل 13.7 مليار طنّ متريٍّ من مشابهات ثاني أكسيد الكربون[4]، أي 26 من انبعاثات الغازات الدفيئة البشريّة المنشأ.
بالإضافة إلى ذلك، تابعت الدراسة بأن إنتاج الأغذية يؤدي بنسبة 32٪ من التحمض الأرضيّ العالميّ و 78٪ من ظاهرة التتريف[5]. هذه الانبعاثات قد تلحق تغييراً جذرياً في تركيبة الأصناف في النظم البيئيّة الطبيعيّة، والحدّ من التنوّع البيولوجيّ والقدرة على التكيّف البيئيّ. وأشارت الدراسة إلى أنّ مزارع اللحوم تهيمن على هذه الأعداد، بحيث تمثّل 61٪ من انبعاثات الغازات الدفيئة الغذائيّة (81٪ مع إضافة تأثير إزالة الغابات)، ثم 79٪ من ظاهرة التحمّض، و 95٪ من ظاهرة التتريف.
وفي تقرير أعدّه معهد اليونسكو للتوعية المائيّة[6]، تبين أنّه في الوقت الذي نحتاج فيه إلى 322 أو 932 لتراً من المياه لإنتاج 1 كجم من الخضار والفواكه على التوالي، فإن إنتاج كجم واحدٍ من لحم البقر يحتاج إلى 15415 لتراً. بينما إنتاج لتر واحد من الحليب يتطلب 1020 لتراً من المياه، أما إنتاج كجم من الزبدة يتطلب 5553 لتراً. هذه الأرقام تبيّن الكلفة الهائلة التي تشكّلها المنتجات البقريّة على الثروة المائيّة بالمقارنة مع المنتجات نباتيّة المصدر.
لذا يُنصح بتناول المنتوجات الزراعيّة المحليّة في مواسمها كلّما أمكن الأمر. والتمسّك بالأطعمة التي تزرع محليّاً، في مدينتك أو في المنطقة المحيطة بك،  فإنّ ذلك يساعد على تقليل البصمة الكربونيّة الناتجة عن شحن الأغذية من أماكن أخرى.

3. افصل الأجهزة عند عدم الاستعمال:
قد تتفاجأ عندما تعلم أنّ جميع الإلكترونيات تمتص الطاقة عند توصيلها، حتى لو كانت «نائمة» بحسب مقال نشر على موقع الهافينغتون بوست[7] في الولايات المتحدة، حيث يشير إلى أنّ الطاقة المستنزفة مسؤولة عن هدر ما يصل إلى 19 مليار دولار كلّ عام. وتظهر دراسة مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعيّة[8] للعام 2015 أنّ الطاقة المستنزفة تمثّل 23٪ من متوسّط استهلاك الطاقة في المنازل، وتمثّل حوالي ربع فاتورة الكهرباء، فتدفع دون سبب وجيه. وفي أيّ وقت يتم توصيل الشريط بمقبس، فإنّه يسحب الطاقة؛ لذلك ينبغي عدم توصيل الأجهزة الإلكترونيّة عند عدم استخدامها فعلاً.
بالإضافة إلى ذلك، استبدل الأضواء العادية بـ  أل إي دي، الموفّرة للطاقة، وانتقِ الأجهزة المنزلية، مثل: البرّادات والغسّالات ذات التصنيف العالي في توفير الطاقة. هذا التصنيف يأتي على شكل ملصق على المنتج ويختلف معيار التصنيف حسب بلد المنشأ.

4. خفّف من ساعات القيادة:
قلّل من استعمال السيّارة حيثما أمكن، فالجأ إلى المشي في المسافات القصيرة، أو إلى استخدام الدراجة الهوائيّة في الأماكن المؤهّلة لذلك. كما يمكنك الاستفادة من زيادة عدد الركّاب من خلال مشاركة السيارة في الأسفار المتكررة أو الطويلة ما يسهم في خفض التلوّث والازدحام. فقد تبيّن وفقًا لدراسة أجرتها وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائيّ وشركة إيبتك[9]، في عام 2016، أنّ النسبة العالية لملكيّة السيارات- الذي يقدر بنحو 3.7 فرد لكلّ سيّارة-  يؤدي إلى ازدحام شديد خلال ساعات الذروة، ولا سيما في مداخل بيروت ومخارجها.
وأضافت الدراسة أنّ قطاع النقل في لبنان، المؤلّف من 85٪ مركّبات خاصّة، مسؤول عن انبعاثات أوكسيد النيتروجين، وأول أوكسيد الكربون، ومركّبات أخرى غير الميثان العضويّة المتطايرة، وثاني أوكسيد الكبريت وغازات أخرى. كما أنّه يسهم بأكثر من نصف انبعاثات أكاسيد النيتروجين الوطنيّة (62%) وغالبيّة إجماليّ انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون (99٪). بالإضافة إلى ذلك، أشارت الدراسة إلى الجسيمات الناتجة عن قطاع النقل وتحديداً إطارات المركبات والفرامل الملوِّثة للهواء، وهي مسؤولة بحسب دراسة أخرى أجرتها مجموعة من الخبراء ما بين بريطانيا وهونج كونج[10]، عن زيادة احتمالية الإصابة بالسرطان؛ حيث أظهرت الدراسة أنّه لكلّ 10 ميكروجرام في متر مكعب من التعرّض المتزايد لجزيئات المادّة الجسيميّة الدقيقة[11]، يرتفع خطر الوفاة من أيّ سرطان  بنسبة 22٪. أما بالنسبة لسرطان الجهاز الهضميّ العلويّ تحديداً، فإنّه يزداد بنسبة 42%.

5. ازرع نباتات منزليّة:
سواء أكنت تعيش في منزل أم في شقة، فإنّ زراعة بعض الخضار هي طريقة سريعة وسهلة لتقليل البصمة الكربونيّة. ومن المعلوم أنّ النباتات تمتصّ ثاني أوكسيد الكربون ما يعوض عن الانبعاثات الناتجة عن النشاطات البشريّة. فزرع بعض الزهور يسهم في مساعدة النحل على الانتشار، أما زرع حديقة نباتيّة إذا توافرت المساحة فإنّه يسهم في خفض البصمة الكربونيّة الناتجة عن الغذاء. وحدائق البلكونات تعمل على محاربة ظاهرة الجزيرة الحراريّة التي تعاني منها المدن المكتظّة عمرانيّاً جراء الطرقات والأرصفة، والمباني الخرسانيّة، والنشاط البشريّ المتزايد.

-------------------------------------
[1]-  خسائر الجماعات الحيوانيّة والانقراض الجماعيّ السادس، جيراردو سيبايوس، بول ر. إرليتش، ورودولفو ديرزو،
Proceedings of the National Academy of Sciences، 2017 تموز، 114 (30)
[2]-  خسائر الجماعات الحيوانيّة والانقراض الجماعي السادس، جيراردو سيبايوس، بول ر. إرليتش، ورودولفو ديرزو،
Proceedings of the National Academy of Sciences، 2017 تموز، 114 (30)
[3]-  الحد من الآثار البيئية للغذاء من خلال المنتجين والمستهلكين ج. بور و ت. نيميسيك Science ، 2018) حزيران 1 ، 987-992).
[4]- CO2eq رمز إلى وحدة مبنية على إمكانات الاحترار العالميّ. تقيس الوحدة التأثير البيئيّ لطنّ واحد من غازات الدفيئة هذه
بالمقارنة مع تأثير طنّ واحد من ثاني أكسيد الكربون.
[5]-  عندما يصبح الجسم المائيّ غنيّاً بالمعادن والمغذيات التي تحفّز النموّ الزائد للنباتات والطحالب. هذه العمليّة قد
تؤدي إلى استنزاف الأكسجين من الجسم المائيّ.
[6]-  البصمة المائيّة للمياه الخضراء، الزرقاء والرماديّة زرعة لحيوانات المزارع والمنتجات الحيوانية-التقرير رقم 48 م.م. ميكونين و أ.ي. هويكسترا 2010 كانون الأول 1، سلسلة تقارير البحوث للقيمة المائيّة، 29 .
[7]-  هولث، جيسي ، 7 طرق فورية لتقليل البصمة الكربونيّة Huffington Post ، 2017 حزيران 5 ، https://www.huffingtonpost.com
[8]-  الحمل المنزليّ الخامل: الأجهزة التي تهدر كميات هائلة من الطاقة خارج الاستعمال
بيار ديلفور وليزا وستيف شميدت، أيار National Resources Defense Council ، 2015
[9]-  قطاع النقل البري والتلوث: حالة لبنان، IPTEC، UNDP، 2016 ، وزارة البيئة في لبنان.
[10]- معدّلات وفيّات السرطان من التعرض على المدى الطويل للجسيمات الدقيقة المنتشرة جوا شيت منغ ونغ، هيلدا تسانغ، هاك كان لاي، ج. نيل توماس، كين بونغ لام، كنغ بان تشان، كيشي زنغ، جون ج. أيرس، سيو ين لي، تاي هنغ لام، وتوان كووغ ثاتش 1 أيار 2016، Cancer Epidemiology، Biomarkers & Prevention.
[11]- Fine particulate matter (PM2.5)
هي مواد صلبة أو سائلة مجهريّة معلّقة في جو الأرض مع قطر 2.5 ميكرومتر أو أقل.