-----------

  البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

بوصلة : خدمة العقل

الباحث :  زينب عقيل
اسم المجلة :  مع الشباب
العدد :  2
السنة :  السنة الاولى - ربيع 2018 / 1439هـ
تاريخ إضافة البحث :  June / 28 / 2018
عدد زيارات البحث :  2056
خدمة العقل

في هذا العصرِ الثقافيّ الجديد، لم تعد الكتابة شأنًا خاصًا بفئةٍ معينة من الكتّاب والمثقّفين. فبعد شيوع منصاتِ النشر المجانيّة، أضحى عدد الكتّاب بعدد صفحات فيسبوك وتويتروالمدوّنات وغيرها.

في المقابل، لا تنبِئ إحصاءاتُ معدّلاتِ القراءةِ في الوطن العربيّ عن كثافة قرّاءٍ بحجمِ كثافة الكُتّاب المُلاحَظة. فما الحال والكتّاب الجيّدون هم قرّاء نهمون، والقراءة هي بمثابة «الوقود لمحرّك اللكتابة»!

وكما لكلّ صنائعيٍّ عُدّة، فعُدّةُ الكاتب المطالعة. مضافًا إليها التفكيرُ المزمن، الموجّهُ بالخيالِ والوجدانِ والإرادة! والحقّ، أنّ المطالعة بشغفٍ حتى الولَه، ليست كما المطالعة بلا مبالاة. وبدون الجوعِ والعطشِ إلى المعرفة، لن يقبِل أحدُنا على مائدةِ المعارف والعلوم.

لكن، هل يكونُ عزوفُ الشباب عن المطالعةِ اليوم سببُه سهولةُ الحصول على المعلومة؟ إذ يكفي الشابّ أن يطبَع بِضع كلماتٍ مفتاحيّةٍ على غوغل، حتى يحضُر على مائدته آلافٌ من الوجبات المعلوماتيّة بل الملايين منها، تفيضُ عن قدرةِ حضورِها في ذهنه. 

إلى ذلك، إذا كانت الكتابةُ ضربٌ من التفكير المزمن، فكيف سنعالجُ عمليّات التفكير، وأين ستختمرُ الأفكار لتتولّد عنها أفكارًا أخرى، والمعلومة حاضرةٌ في خوارزميّات غوغل وليست في ذهن الكاتب؟

 هذه التأملاتُ وتلك الأسئلة، جالت في خاطري كلّما واجهنا صعوبةً في استكتابِ أقلامٍ شابّة، لمجلّتنا الشابّة. إذ كيف يمكن لعصرالمعلومات الذي نعيش فيه، والذي يُطلق عليه في الأوساط المتخصصة "مجتمع المعلومات" أن لا يكون منتِجًا لكتّاب مبدعين كما لم تُنتِجهُ قبلَه مجتمعاتُ العصور السابقة؟

هل قلتُ كتّابًا مبدعين؟! ما الذي يمكن أن يكون دافعًا للإبداع، بل ما حاجةُ الشباب إليه؟

الواقع أنّ تاريخَ الإبداعِ الإنسانيّ أهمُّ بكثير من تاريخِ الإنسان ذاتِه. فالإنسان قد يعيشُ حتى المئة في أحسن الأحوال، ثمّ يموت. بينما تعيشُ أعمالُه قرونًا.

في الكتابة، ثمّة من يكتب لتحسين الواقع، وثمّة من يكتب لكثرة انطباعاتِه، إذ لا يستطيع السكوت عما يراه ومما يعانيه. وثمّةَ من يُخرج لك الفلسفةَ من رحم الرفاهيّة. وثمَة من هو مدفوعٌ بجذبةٍ أسمى، وهي خدمة الإنسان! يقال إنّ سعادة المرء في خدمة الناس، فما أسعدها من خدمةٍ خدمةُ العقل! 

((اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ )). واكتب رسالتَك من حبرِ نفسِك ومن حبرِ الناسِ حولَك. ولا يجُفَنَّ قلمُك قبلَ أن يترك فيك وفي القارئ نشوةً وعِبرة.  

سكرتير التحرير

زينب عقيل